أبيات شعر عن العلم للمتنبي
المتنبي (شاعر الحكمة والفخر) تناول في شعره العديد من القيم العظيمة وكان للعلم نصيب كبير من أبياته، فبألفاظه البليغة ومعانيه العميقة عبر عن أهمية العلم في حياة الإنسان، وكيف ينير العقول ويرفع من مكانة الفرد والمجتمع، وفي هذا المقال نستعرض أجمل أبيات المتنبي التي تمجد العلم وتبرز قيمته العظيمة.
أبيات شعر عن العلم للمتنبي
أبيات المتنبي عن العلم تبرز مكانته كقيمة عظيمة حيث عبر بشعره عن دور العلم في رفع شأن الإنسان والمجتمع، فمن أجمل أبياته عن العلم:
القصيدة الأولى
قُم لِلمُعَلِّمِ وَفِّهِ التَبجيلا *** كادَ المُعَلِّمُ أَن يَكونَ رَسولا
أَعَلِمتَ أَشرَفَ أَو أَجَلَّ مِنَ الَّذي *** يَبني وَيُنشِئُ أَنفُساً وَعُقولا
سُبحانَكَ اللَهُمَّ خَيرَ مُعَلِّمٍ *** عَلَّمتَ بِالقَلَمِ القُرونَ الأولى
أَخرَجتَ هَذا العَقلَ مِن ظُلُماتِهِ *** وَهَدَيتَهُ النورَ المُبينَ سَبيلا
وَطَبَعتَهُ بِيَدِ المُعَلِّمِ تارَةً *** صَدِئَ الحَديدُ وَتارَةً مَصقولا
أَرسَلتَ بِالتَوراةِ موسى مُرشِداً *** وَاِبنَ البَتولِ فَعَلِّمِ الإِنجيلا
وَفَجَرتَ يَنبوعَ البَيانِ مُحَمَّداً *** فَسَقى الحَديثَ وَناوَلَ التَنزيلا
عَلَّمتَ يوناناً وَمِصرَ فَزالَتا *** عَن كُلِّ شَمسٍ ما تُريدُ أُفولا
وَاليَومَ أَصبَحَتا بِحالِ طُفولَةٍ *** في العِلمِ تَلتَمِسانِهِ تَطفيلا
مِن مَشرِقِ الأَرضِ الشَموسُ تَظاهَرَت *** ما بالُ مَغرِبِها عَلَيهِ أُديلا
يا أَرضُ مُذ فَقَدَ المُعَلِّمُ نَفسَهُ *** بَينَ الشُموسِ وَبَينَ شَرقِكِ حيلا
القصيدة الثانية
حَيّاكُمُ اللَهُ أَحيوا العِلمَ وَالأَدَبا *** إِن تَنشُروا العِلمَ يَنشُر فيكُمُ العَرَبا
وَلا حَياةَ لَكُم إِلّا بِجامِعَةٍ *** تَكونُ أُمّاً لِطُلّابِ العُلا وَأَبا
تَبني الرِجالَ وَتَبني كُلَّ شاهِقَةٍ *** مِنَ المَعالي وَتَبني العِزَّ وَالغَلَبا
ضَعوا القُلوبَ أَساساً لا أَقولُ لَكُم *** ضَعوا النُضارَ فَإِنّي أُصغِرُ الذَهَبا
وَاِبنوا بِأَكبادِكُم سوراً لَها وَدَعوا *** قيلَ العَدُوِّ فَإِنّي أَعرِفُ السَبَبا
لا تَقنَطوا إِن قَرَأتُم ما يُزَوِّقُهُ *** ذاكَ العَميدُ وَيَرميكُم بِهِ غَضَبا
وَراقِبوا يَومَ لا تُغني حَصائِدُهُ *** فَكُلُّ حَيٍّ سَيُجزى بِالَّذي اِكتَسَبا
بَنى عَلى الإِفكِ أَبراجاً مُشَيَّدَةً *** فَاِبنوا عَلى الحَقِّ بُرجاً يَنطَحُ الشُهُبا
وَجاوِبوهُ بِفِعلٍ لا يُقَوِّضُهُ *** قَولُ المُفَنِّدِ أَنّى قالَ أَو خَطَبا
لا تَهجَعوا إِنَّهُم لَن يَهجَعوا أَبَداً *** وَطالِبوهُم وَلَكِن أَجمِلوا الطَلَبا
هَل جاءَكُم نَبَأُ القَومِ الأُلى دَرَجوا *** وَخَلَّفوا لِلوَرى مِن ذِكرِهِم عَجَبا
عَزَّت بِقُرطاجَةَ الأَمراسُ فَاِرتُهِنَت *** فيها السَفينُ وَأَمسى حَبلُها اِضطِرَبا
وَالحَربُ في لَهَبٍ وَالقَومُ في حَرَبٍ *** قَد مَدَّ نَقعُ المَنايا فَوقَهُم طُنُبا
أحلى أبيات شعر عن العلم للمتنبي
أحلى أبيات المتنبي عن العلم تجمع بين الحكمة والبلاغة، وتُظهر أهمية السعي وراء المعرفة كسبيل للرفعة والنجاح، لذلك سنذكر لكم أجمل القصائد عن العلم للمتنبي:
القصيدة الأولى
واحرَّ قَلباهُ مِمَّن قَلبُهُ شَبِمُ *** وَمَن بِجِسمي وَحالي عِندَهُ سَقَمُ
مالي أكَتِّمُ حُبّاً قَد بَرى جَسَدي *** وتَدَّعي حبَّ سيفِ الدَولَةِ الأمَمُ
إن كانَ يَجمَعُنا حبٌّ لِغُرَّتِهِ *** فليتَ أنَّا بِقَدْرِ الحبِّ نَقتسِمُ
قَد زُرتُهُ وسيوفُ الهندِ مُغمَدَةٌ *** وقد نظرتُ إليه والسُيوفُ دَمُ
فَكانَ أحْسنَ خَلق الله كلِّهِمُ *** وكانَ أحسنَ مافي الأحسَنِ الشِّيَمُ
فوتُ العدوِّ الذي يَمَّمْتُه ظَفَرٌ *** في طيّه أسَفٌ في طيّه نِعَمُ
قد نابَ عنكَ شديدُ الخوفِ واصْطنَعَتْ *** لكَ المهابةُ ما لا تَصنعُ البُهَمُ
ألزَمتَ نفسَكَ شيئاً ليس يَلْزَمُها *** أن لا يوارِيَهمْ أَرضٌ ولا عَلَمُ
أكُلَّما رُمتَ جيشاً فانْثَنى هَرَباً *** تَصرَّفَت بكَ في آثارِه الهِمَمُ
عليكَ هَزمُهُمُ في كلِّ مُعتركٍ *** وما عليكَ بِهِمْ عارٌ إذا انهزَموا
أما تَرى ظَفراً حُلْواً سِوى ظَفَر *** تَصافحَتْ فيه بيضُ الهِندِ واللمَمُ
يا أعدلَ الناسِ إلا في معامَلتي *** فيكَ الخِصامُ وَأنتَ الخَصْمُ والحَكَمُ
أعيذُها نظراتٍ منكَ صادقةً *** أن تَحْسبَ الشَّحمَ فيمَن شَحْمُهُ وَرَمُ
وما انتفاعُ أخي الدُّنيا بناظرِهِ *** إذا استَوَت عندَهُ الأنوارُ والظُّلَمُ
سيَعلَمُ الجمعُ ممَّن ضمَّ مَجلسُنا *** بأنَّني خيرُ مَن تسعى بهِ قَدَمُ
أنا الذي نظَر الأعمى إلى أدبي *** وأسْمعَت كلماتي مَن بهِ صَمَمُ
أنامُ مِلْءَ جُفُوني عن شوارِدِها *** ويَسْهَرُ الخلقُ جرَّاها وَيَختَصِمُ
وجاهلٍ مدَّه في جهلِهِ ضَحِكي *** حَتّى أتَتْه يدٌ فرَّاسةٌ وفَمُ
إذا رأيتَ نيوبَ الليث بارزةً *** فَلا تَظُنَّنَّ أنَّ اللَيثَ يبتَسِمُ
بأي لفظٍ تَقولُ الشعرَ زِعْنِفَةٌ *** تَجوزُ عندَك لا عُرْبٌ ولا عَجَمُ
هذا عتابُكَ إلّا أنَّهُ مِقَةٌ *** قد ضُمِّنَ الدُرَّ إلّا أنَّهُ كَلِمُ
القصيدة الثانية
العلم والبر هذا مهرجانهما *** في ظل دار تناغى النجم أركانا
فقم إلى منبر التاريخ محتفلا *** فقد تضوّع كالعودين ريحانا
واجز الجزيل من المجهود تكرمة *** واجز الجزيل من الموهوب شكرانا
في محفل نظمت دار الجلال به *** نظم الفرائد أفرادا وأعيانا
لما تألف عقدا قال قائله *** يصوغ للمحسنين الحمد تيجانا
أثاره الحق حتى قام ممتدحا *** كما أثار رسول الله حسانا
عز الشعوب بعلم تستقل به *** يا ذل شعب عليه العلم قد هانا
فعلموا الناس إن رمتم فلاحهم *** إن الفلاح قرين العلم مذ كانا
لا تُطر حيا ولا ميتا وإن كرما *** حتى ترى لهما بالخلق إحسانا
ليس الغِنى لفتى الأقوام منبهة *** إذا المكارم لم ترفع له شانا
وإن أبرك مال أنت تاركه *** مال تُورِّثه قوما وأوطانا
سل الأُلى ضيع الضيعات وارثهم *** هل يملكون ببطن الأرض فدانا
قل للسراة المنوفيين لا برحوا *** للفضل أهلا وللخيرات عنوانا
يا أفضل الناس في الإيثار سابقة *** وأحسن الناس في الإحسان بنيانا
وهبتمو هِبة للعلم ما تركت *** بالبائسين ولا الأيتام حرمانا
قلدتمو المعهد المشكور عارفة *** لم يألها لكم التعليم عرفانا
يد على العلم يمضى في إذاعتها *** حتى تسير بها الأجيال ركبانا
بيضاء في يومه خضراء في غده *** إذا هي انبسطت في الأرض أفنانا
كما تحدثنا من قبل بالتفصيل عن أبيات شعر عن الأخلاق للشافعي
أجمل قصيدة كاملة للمتنبي
أجمل قصيدة كاملة للمتنبي التي سنذكرها تعكس عبقريته الشعرية، حيث تناول فيها قضايا الحياة والإنسان بأسلوب بليغ ومعاني عميق:
قصيدة: واحرّ قلباه ممن قلبه شبم
واحَرَّ قَلباهُ مِمَّن قَلبُهُ شَبِم
وَمَن بِجِسمي وَحالي عِندَهُ سَقَمُ
مالي أُكَتِّمُ حُبّاً قَد بَرى جَسَدي.
وَتَدَّعي حُبَّ سَيفِ الدَولَةِ الأُمَمُ
إِن كانَ يَجمَعُنا حُبٌّ لِغُرَّتِهِ
فَلَيتَ أَنّا بِقَدرِ الحُبِّ نَقتَسِمُ
قَد زُرتُهُ وَسُيوفُ الهِندِ مُغمَدَة
وَقَد نَظَرتُ إِلَيهِ وَالسُيوفُ دَمُ
فَكانَ أَحسَنَ خَلقِ اللَهِ كُلِّهِمِ
وَكانَ أَحسَنَ مافي الأَحسَنِ الشِيَمُ
فَوتُ العَدُوِّ الَّذي يَمَّمتَهُ ظَفَرٌ
في طَيِّهِ أَسَفٌ في طَيِّهِ نِعَمُ
قَد نابَ عَنكَ شَديدُ الخَوفِ وَاِصطَنَعَت
لَكَ المَهابَةُ مالا تَصنَعُ البُهَمُ
أَلزَمتَ نَفسَكَ شَيئاً لَيسَ يَلزَمُها
أَن لا يُوارِيَهُم أَرضٌ وَلا عَلَمُ
أَكُلَّما رُمتَ جَيشاً فَاِنثَنى هَرَباً
تَصَرَّفَت بِكَ في آثارِهِ الهِمَمُ
عَلَيكَ هَزمُهُمُ في كُلِّ مُعتَرَكٍ
وَما عَلَيكَ بِهِم عارٌ إِذا اِنهَزَموا
أَما تَرى ظَفَراً حُلواً سِوى ظَفَرٍ
تَصافَحَت فيهِ بيضُ الهِندِ وَاللِمَمُ
يا أَعدَلَ الناسِ إِلّا في مُعامَلَتي
فيكَ الخِصامُ وَأَنتَ الخَصمُ وَالحَكَمُ
أُعيذُها نَظَراتٍ مِنكَ صادِقَةً
أَن تَحسَبَ الشَحمَ فيمَن شَحمُهُ وَرَمُ
وَما اِنتِفاعُ أَخي الدُنيا بِناظِرِهِ
إِذا اِستَوَت عِندَهُ الأَنوارُ وَالظُلَمُ
أَنا الَّذي نَظَرَ الأَعمى إِلى أَدَبي
وَأَسمَعَت كَلِماتي مَن بِهِ صَمَمُ
أَنامُ مِلءَ جُفوني عَن شَوارِدِها
وَيَسهَرُ الخَلقُ جَرّاها وَيَختَصِمُ
وَجاهِلٍ مَدَّهُ في جَهلِهِ ضَحِكي
حَتّى أَتَتهُ يَدٌ فَرّاسَةٌ وَفَمُ
إِذا نَظَرتَ نُيوبَ اللَيثِ بارِزَةً
فَلا تَظُنَّنَّ أَنَّ اللَيثَ مُبتَسِمُ
مَن يَعِزُّ عَلَينا أَن نُفارِقَهُم
وِجدانُنا كُلَّ شَيءٍ بَعدَكُم عَدَمُ
ما كانَ أَخلَقَنا مِنكُم بِتَكرُمَةٍ
لَو أَنَّ أَمرَكُمُ مِن أَمرِنا أَمَمُ
إِن كانَ سَرَّكُمُ ما قالَ حاسِدُنا
فَما لِجُرحٍ إِذا أَرضاكُمُ أَلَمُ
في الختام تعكس أبيات المتنبي عن العلم مكانته العظيمة كقيمة أساسية في حياة الإنسان، وبكلماته الحكيمة أوضح أن العلم هو الطريق للنهوض والتقدم وهو السلاح الأقوى لمواجهة تحديات الحياة، ومن خلال شعره نستلهم أهمية السعي الدائم للمعرفة، لأنها النور الذي يهدي العقول ويثري الأرواح على مر الزمن. كما تحدثنا من قبل بالتفصيل عن شعر عن الحبيب قصير